سر مغنية في "الأربعين"

سر مغنية في "الأربعين"

علي الامين (البلد)

إستعداد عربي للصمت المطبق على العدوان الاسرائيلي المتجدّد
قوى 14 آذار تستعد لفتح قنوات ايرانية
لم تنته تداعيات اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في المدى القريب، وايا كانت الجهة او الجهات المتورطة في هذا الاغتيال، فان اسئلة تحيط بهذه العملية وتنفيذها الى تداعياتها تفرض نفسها على اكثر من صعيد ولدى اكثر من طرف، ثمة رسالة واضحة اطلقها الامين العام لحزب الله ان اسرائيل هي من قتل مغنية اولا، وان حزب الله يثق بالتحقيق الذي تقوم به الاجهزة السورية ثانيا، فيما لم يتهم اي جهة عربية بالوقوف وراء هذه الجريمة كما درج بعض القريبين من دمشق في لبنان على تأكيد ذلك ثالثا.
عند هذا الموقف انتهى الكلام المباح وفرض على كل الذين يتساءلون عن الكيفية والمتورطين في قتل مغنية، ان يبلعوا ألسنتهم في هذا الشأن وان يمنعوا اي نقاش داخل مؤسسات حزب الله وبين عناصره حول التحقيقات لكي لا يفتح باب الاحتمالات والشكوك على مصراعيه، خصوصا ان المستفيد من ذلك هم الساعون الى فك عرى العلاقة بين دمشق وحزب الله.

و يمكن القول ان السيد نصرالله نجح الى حد بعيد في اغلاق السجال داخل حزبه حول التحقيقات والاجتهادات، رغم ما صدر عن زوجة مغنية الاولى من اتهامات لدمشق بدت مفاجئة لم تكذب من قبل حزب الله الا بعد ثلاثة ايام من صدورها عبر وسائل اعلام ايرانية.
في كل الاحوال لم تعد دمشق مكانا آمنا لقيادات حزب الله، فباغتيال مغنية من المرجح ان لا يعتمد قادة حزب الله نفس الاسلوب والمنهج في تنقلاتهم داخل الاراضي السورية، وهو بطبيعة الحال لا بد انه يعيد صوغ كل عناصر المعادلة الامنية التي كان يعتمدها قبل 13 شباط 2008 .

وسط هذه الاوضاع الضاغطة والمتشابكة التي فاقمها هذا الاغتيال، يأتي القرار الاسرائيلي لشطب حركة حماس في غزة، وهو قرار اسرائيلي اولا تدعمه الادارة الاميركية بقوة، وتجري تغطيته عربيا من الزاوية السياسية، اي من الاشتباك الايراني- العربي سواء في لبنان او في غزة، فالعرب يتعاملون مع احداث غزة باعتبارها اشتباكا بين ايران واسرائيل يجري على ارض عربية وبوقود فلسطينية. لذا لن تشكل احداث غزة عائقا امام استمرار المواجهة الدائرة حول القمة العربية.
سيل الدماء الفلسطينية في شوارع غزة لن يحرك حمية الملوك والرؤساء العرب عموما، واللوم الضمني وربما العلني سيوجه الى "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وغيرهما من المجموعات المقاومة، التي تتهم بأنها تحت امرة طهران ودمشق. لذا ثمة استعداد عربي للصمت المطبق على العدوان الاسرائيلي المرجح ان يتجدد في الايام المقبلة وبوجه اشد عنفا مما سبق.

وفي موازاة ذلك كان القرار المستمر بشأن سحب الرعايا السعوديين من لبنان، بمثابة اعلان استمرار المواجهة السعودية-السورية، ويعكس تحسبا لتداعيات هذه المواجهة، فبحسب القراءات اللبنانية الموالية، ثمة مرحلة من عض الاصابع سوف تتصاعد في المرحلة المقبلة سواء في لبنان او خارجه، مشيرة الى ان سياسة العصا والجزرة المعتمدة من قبل واشنطن والدول الغربية حيال ايران، ليست هي نفسها المعتمدة تجاه دمشق، اي ان لا اغراءات مقدمة لسورية غير رفع العصا عنها، في المقابل لا تبدو دمشق في موقع ينذر بكارثة لا بل عملية تنشيط دورها وحلفائها في لبنان وفلسطين قائم على قدم وساق، في المقابل تنشط قوى 14 آذار لاطلاق ورش عمل في ذكرى 3 سنوات على انطلاقتها، وتستعد لفتح قنوات على ايران عبر منافذ غير حكومية اي عبر مواقع وشخصيات ايرانية مثل الرئيس السابق محمد خاتمي وغيره من الشخصيات الايرانية التي تحظى باحترام الايرانيين وتقدير لبناني وعالمي. وهي رسالة تريد قوى 14 آذار من خلالها التأكيد انها منفتحة على ايران وحضارتها، وان رفضها للسياسات المغامرة سواء قام بها الرئيس بشار الاسد او الرئيس الايراني احمدي نجاد او الرئيس الاميركي جورج بوش.

الاستعداد للرد على اغتيال مغنية جار وهو رهن شروط اهمها الهدف الاسرائيلي الكبير وبعض الحسابات الاقليمية، الرد من لبنان يبدو مستبعدا كما توحي المواقف المعلنة للسيد نصرالله، ومع اقتراب ذكرى مرور اربعين يوما على اغتياله،يترقب جمهور حزب الله الذي فجع برحيل مغنية معرفة نتائج التحقيق وكيف قتل مغنية قبل عملية الثأر.